الحلقة المفقودة

فى حياة كل منا بل ربما تكون فى داخل كل منا حلقة مفقودة

وصاحب النظرة الثاقبة فقط هو من يستطيع أن يكتشفها بسرعة

ليصبح هو من يتحكم فى دفة الأمور. فكلما ظلت هذه الحلقة مفقودة

صار التخبط له شعارا وفقدان التوازن وفقدان الثقة هو الحال الدائم له

وغياب الهدف هو الغالب عليه.

إننا نعنى بالحلقة المفقوده هنا أن تتعرف على نفسك جيدا وهذه بصراحة هى

مشكلة الكثيرين منا أنه لا يعرف نفسه جيدا ولا يعرف ماذا يريد أو ربما يعرف

ولا يستطيع أن يحدد الطرق التى تؤدى إلى مايأملإليه لذا صار الطريق الحقيقى

إلى كل مايريد هو أن يعرف نفسه جيدا وأن يستكشف قدراته ومواهبه

وأهدافه ويحلم فى ظلها.الكلمات قد تبدو بسيطة ولكن التنفيذ صعب

ولكنه ليس مستحيل فالكثيرين قد اكتشفوا أنفسهم فصاروا إلى ما صاروا إليه

ملأت بهم بهم كتب التاريخ والمراجع العلمية . رغم أن إكتشاف النفس لا يحتاج

إلى الكثيرفقط إعمال بعض التفكير وبعض الوقفات مع النفس فتعرف ماذا تريد

وماهى قدراتك وحدودك وأى منها ستبدأ فى تطويره .

فلا شك أن كل منا فى حياته هوايته المفضلة أو أشياء يرتاح إليها عندما يفعلها.

شخصيا أشعر براحة كبيرة عندما أمسك بقلمى وأخط به بعض الكلمات

حتى وإن لم يقرأها غيرى المهم أنى أخرجت ما بداخلى.

فالعقل نعمة كبيرة يصل دائما من يستخدمها فعندما تسقط التفاحة

لا أحد يهتم بسقوطها فقط يأكلها ويستمتع بها شخص واحد فقط هو الذى تساؤل

لماذا سقطت التفاحة فصار أعظم علماء زمانه وكانت له قوانين الجاذبية

فقليلون من يكتشفون حلقتهم المفقودة هذه ولكن الغالب أن من يكتشف تلك الحلقة

يصير له شأن عظيم واسألوا الباز وزويل ومجدى يعقوب فسيقولون لكم

أن هناك الكثير ربما مثلهم وربما أفضل منهم لكنهم مازالوا ينتظرون الفرص

تأتيهم ولكن هؤلاء العلماء الكبار أصروا على ألا ينتظروا الفرص وأن يصنعوا

هم بأيديهم هذه الفرص . لأنهم علموا أن الفرصة الحقيقية أن يكتشفوا أنفسهم

ومواهبهم جيدا فكانت هذه حقا نقطة بدايتهم. وعندما قال جاليليو بأن الأرض

تدور حول الشمس اتهمه قومه بالجنون لأنهم كانوا يعتقدون العكس.

ولكن بعد قرنين من موته تثبت صحة نظريته فيصبح نابغة زمانة.

وهذا بيل جيتس وهو طفل دائما ماكان يقول لوالدية

(أستطيع أن أفعل أى شىء أضع كل تفكيرى فيه).

وعندما صار فى مرحلة مراهقة كان يدد لمعلمية أنه سيصبح مليونيرا

قبل بلوغه الثلاثين عاما وهذه هى المرة الوحيدة فى حياته التى قلل فيها

من شأن نفسه لأنها عندما بلغ الواحد والثلاثين من عمره كان قد أصبح بليونيرا .

ويكفيك أن تعرف بعض المعلومات البسيطة عن ثروته الأن

يربح كل ثانية 250 دولار، يعني 20 مليون دولار في اليوم، يعني حوالي ثمانية مليار

دولار في السنة.
لو أعطى كل واحد على الكرة الأرضية 15 دولار .. سيتبقى معه 5 مليون دولار.

لو بيل جيتس دولة، كان ترتيبه الـ 36 بين الدول في الثراء .

لو حولت ثروة بيل جيتس لفئة الدولار .. فيمكنك أن تفرشها من الأرض للقمر 14 مرة،

وستستخدم لذلك 713 طائرة بوينج لنقل النقود.

إن من يريد أن يكون له شأن فى هذا الزمان لابد أن يكتشف تلك الحلقة المفقودة

مثلما اكتشفها هؤلاء.

فهل حقا أدرك كل منا أين حلقته المفقودة؟!

دمتم على الحب